
التطور والتطوير والرقي والتقدم جميعها مصطلحات يسهل نطقها والتغني بها وإدراجها في خطبنا وخططنا ورؤيتنا للمستقبل ، لكن الصعوبة تكمن في موضع التنفيذ والرؤية الصحيحة التي تنهض بالمجتمعات ، وأول الخطوات إصلاح وتطوير التعليم ، لأن التعليم هو الروح التي تسكن جسد المجتمع ، وهذه الروح التي نريدها لابد أن تمر بمرحلة إصلاح وتهذيب لتصبح أكثر صفاء ونقاء وجمالاً ، فإصلاح التعليم والسعي على تطويره هو الخطوة الرئيسية للرقي والتطور ، لأنه أحد الأدوات المهمة المؤثرة في دعم مقومات التنمية في كافة مجالاتها الاقتصادية و الاجتماعية و الصناعية و الصحية وغيرها ، فلا يوجد المهندس الماهر والطبيب الحاذق إلا بتعليم متميز ومتمايز في نفس الوقت .
الرؤية التطويرية لا تختار جانباً وتترك جانب ، وإنما هي رؤية تطويرية شاملة ، فعملية تطوير التعليم تركز على التعليم الأساسي ، بتعليل أن إصلاح القاعدة والأساسات هام لعملية النهضة والتطور ، ولكن برأي الشخصي أن هذه الرؤية صحيحة إلى حد ما ، بل أعتبرها ناقصة إذا لم يكن هناك عملية إصلاح موازية لها في نفس المسار وهي إصلاح رأس التعليم كما أسمية ، فكما يقال صلاح الرأس من صلاح الجسد ، ونقصد برأس التعليم هنا التعليم الجامعي ، فإصلاح عملية التعليم تبدأ بإصلاح وتطوير التعليم الجامعي .
أعلم أن هناك محاولات جادة على هذا الصعيد وهناك دراسات وأوراق عمل وقرارات وتوصيات لمؤتمرات عملت من أجل تطوير التعليم الجامعي لكنها تبقى مكفنة بتلك الأوراق الوفيرة ومغلفة بتابوت جميل لتدفن في مكتبات الجامعات .
التعليم الجامعي لا يقتصر دوره على التنظير وعمل الدراسات والأبحاث ، بل عليه أن يسعى لتطبيق دراساته وأبحاثه ونظرياته في عملية التعليم وممارستها بشكل فعال ، لأن ممارسة أساليب التعلم الجيدة والنشطة لا تحصل إلا بالاكتساب والمحاكاة وما يتعلمه الطالب في تعليمه الجامعي سوف يطبقه في مجتمعه لا سيما عند التحاقه بميدان التربية والتعليم ، وبالتالي نكون وصلنا إلى عملية تطوير التعليم الأساسي بطريقة أكثر فاعلية وأكثر مرونة مع اختصار وقت التنمية ، والحصول على كفاءات عالية لتصبح ذات جودة تعليمية متميزة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق