ليبرالي
(1 )
تائها .. وهارباَ في صحراء أحزانه ..
تحرقه شمسها ويلهبه حرها ..
لا يقتات إلا على بقايا أشواك من ذاكرته
الصدئه ..
يجترها ويلوكها ثم يعيدها إلى أحشائه ..
يجترها مرة أخرى ويعيدها إلى أحشائه التي
لم تستطع هضمها إطلاقاً ..هو يعرف أنها لن تنهضم ، لكنه يصر على
اجترارها ..
هو لا يستطيع أن يلفظها ...
لأنه يعرف أنه سيموت سريعاً ..
فأفكاره المسمومة وذكرياته الحزينه
وحياته الشقية هي التي تبقيه على قيد الحياة ..
(2)
في كل مره تنطلق عقارب الحقد من جحورها الساكنة
وسط قلبه .. تنطلق لتلدغ الجميع فليست لديه إستثنائات
فهو لم يعرف الإستثناء ولا أدواته ولا
العطف وحروفه ،
كل مايعرفه غير فلسفة الحقد والكراهية ..
(3)
لا يبحث إلا عن الشهرة ليس لديه رؤية
واضحة ولا حجة مقنعة
يؤمن بالحرية لنفسة ويصادر حريات الآخرين
...متقلب ومتلون بحسب تغير الأحوال
يلصق التهم وينثر السباب والشتائم على مخالفية
ويزيف الحقائق ، ويزين الأكاذيب حتى
يصدقه الناس
(4)
في إحدى زوايا الحقد المظلمة
صنع ثلاثة أسهم مسمومة ...وبدأ يرمي أسهمه تجاه قومه ومجتمعه
فسهم لمهاجمة الدعاة والرموز ،
وسهم لتحرير المرأة ،
وسهم للطعن في الثوابت وخاصة بما جاء في
القرآن وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5)
يرى الجميع بأنهم كالرمل تنقلهم الريح
متى تشاء وأين تشاء ..
زعم مرة أنه سيصبح الريح ليعيد تشكيل
حبيبات الرمل ..
هكذا يزعم... لكنه يعلم في قرارة نفسه لو أصبح ريحاً فلن
يرحمه إعصار المجتمع المحافظ ..
فهو يصرِّح دائماً بأن عواصف وإعصار هذا
المجتمع دائماً ماتذروا حبيبات الرمل في وجهه ...
(6)
في جوانب كهفه المظلم حاول أن يشعل
شموعاً يطرد الظلام الذي يحيط به
لكنه سرعان ما يطفئها بزفراته وصراخه
وبقى يعيش في ظلامات بعضها فوق بعض ..
حتى وافاه الأجل ومات دون أن يراه أحد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق