
التعليم ليس جسداً فقط تغذيه فيصبح عملاقاً ، وليس روحاً تطربه أهازيج أمنيات التطور وفلسفة لا تمت إلى الواقع بصلة ، بل هو مزيج من الجسد والروح ينهض كالعملاق عندما يجد أدواته السليمة والفكر الصافي الذي ينهل منه ، تجده ماثلاً أمامك بعد عدة أجيال كما كنت تنظر إليه عندما كنت ترسم خططك .. بحسب ماوضعت فيه من مقومات للحياة ومن زاد للمعرفة الحقيقة تجده ماثلاً أمامك في صورة ذلك الصبي الذي بدأت بتعليمه حروف الهجاء ، لكنه ليس صبياً صغيراً كما كنت تعهده ، بل هو القائد والطبيب والمهندس ، وهو من سيأخذ زمام المبادرة منك ، وأنت تشيعه بإبتسامة مكللة بدعوات التوفيق والنجاح .
التعليم ليس قرارت فردية وأمنيات لتحقيق التطور بل هو حزمة من العقول تمتزج لبناء فلسفة مبنية على احتياجات مجتمع أراد النمو و التطور ونفض يد الكسل عن ثوبه المهترئ بسمات التخلف والعجز والتقوقع حول الذات ، هو صناعة للفكر لنجد ذات يوم فكراً صناعياً ، هو زراعة للقيم لنجد يوماً قيماً راسخة وثابتة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، هو صحة للجسد والمجتمع لننعم بجسد ومجتمع صحيح من الأمراض والاسقام ، هو بحق الحضارة بعينها .
يقول جون ديوي ” التعليم ليس استعدادا للحياة، إنه الحياة ذاتها ” . فلنعش هذه الحياة بالأمل الذي وهبته لنا ، و بالمتعة التي نقتبسها من روحها وبالجدية التي تحقق أهدافنا .
وأخيراً فالتعليم هومهنة الأنبياء والرسل ، فبعث الله الأنبياء والرسل معلمين للبشرية ، وجعلكم أنتم ورثة الأنبياء فهنيئاً لكم بهذا الإرث العظيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق