شارع الذكريات

لوحة من الألم تسكن شارع الذكريات … مضرجة بألوان الدم … ومؤطرة بجثث شباب في مقتبل العمر … لا تغيب تفاصيلها عن عقولنا … إنها لوحة سكنتنا منذ القدم وأحتلت مساحات شاسعة من نقاشاتنا وأبحاثنا … لكنها تتكرر بشكل درامي ودامي أيضاً…
وآخرها ماكان في طيات هذا الأسبوع ، فقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع “يوتيوب “ يظهر فيه الوفيات التي نجمت عن حادث التفحيط بشارع الذكريات بالقرب من الفحص الدوري شرق العاصمة الرياض، وقد بلغ عدد الوفيات في حادث التفحيط بشارع الذكريات ثلاث حالات وفاة، إضافة إلى خمسة مصابين حالات بعضهم حرجة .
هذا الحادث ماهو إلا جزء من سلسلة مستمرة من حوادث التفحيط التي لا تكاد تنتهي .. لقد اشبعناها طرحاً ونقاشاً وابحاثاً ولجاناً لكن الحال هو الحال … بعد كل فترة نترحم على شبابنا وننسى ، نحن بحاجة إلى تطبيق الحلول التي وضعت من مفكري هذا المجتمع ، نحن بحاجة إلى أن نتحول من التنظير إلى التطبيق .
وأخيراً بعيداً عن الهجولة … والهواية … وبعيداً عن كل مصطلحات التفحيط التي نتعذر بها … إنها لعبة الموت المحقق … إنها إحدى مسلسلات الرعب التي لا تنتهي … ومسرحية الإنتحار على أرصفة الشوارع لتبقى ذكريات الألم والحزن والفجيعة في قلوب آبائهم وأمهاتهم وفي جبين مجتمعاتهم …
”نحن لا نشفى من ذاكرتنا …ولهذا نحن نكتب ، ولهذا نحن نرسم ، ولهذا يموت بعضنا أيضاً ” .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق