المستحيلات الثلاث!!!
دائماً نقول للشيء الصعب من رابع المستحيلات ، وذلك لأن العرب لديها ثلاث مستحيلات وهي الغول والعنقاء و الخِلُّ الوفي حيث حيث يقول الشاعر صفي الدين الحلي :
لما رأيت بني الزمان وما بهم *** خل وفي للشدائد اصطفي
فعلمت أن المستحيل ثلاثة *** الغول والعنقاء و الخِلُّ الوفي
فالغول والعنقاء هما كائنان خرافيان يكثر ذكرهما في القصص الشعبية ، وأما الخِلُّ الوفي فهو الصديق الوفي المخلص لك أكثر من نفسه .
لكن الزمن يتغير والناس يختلفون وطريقة التفكير تتبدل ، فأصبحت لدينا مستحيلات ثلاث في كل مجال ، وبما أننا حديثي عهد بحادثة إقفال مستشفى عرفان ، فدعوني أحدثكم عن المستحيلات الثلاث في مجال الصحة :
فالأولى من المستحيل أن يتخذ قرارا بإيقاف مستشفى والتشهير به نتيجة خطأ طبي لأحد المواطنين وبشكل سريع إلا إذا كنت من أصحاب الطبقة البرجوازية لأننا ببساطة نسمع كثيراً عن الأخطاء الطبية … لكننا لم نسمع يوماً بالتشهير بالمستشفى الذي تسبب بالخطأ الطبي .
أما الثانية فمن المستحيل أن يتم النظر في مشكلتك دون المرور بالأنظمة واللوائح والبيروقراطية القاتلة واللجان وعليك أن تقدم رسائل الإستجداء للمسؤولين وتستعين بوسائل الإعلام ومثال ذلك ما حدث مع والد الطفلة رنيم التي دخلت على قدميها إلى مستشفى عرفان وباتت طريحة الفراش بلا حراك بعد إجرائها عملية جراحية في الرأس ، حتى أن والدها – كما تناقلت وسائل الإعلام – خاطب وزارة الصحة دون أن يتلقى ردًّا، وناشد وزير الصحة في وضع ابنته ووضع بقية المرضى ذوي الحاجات في قِسم العناية الفائقة بمستشفى عرفان، وطالب بسرعة توفير أسرّة في مستشفيات تكفل تكملة علاجهم .
و الثالثة من المستحيل أن تحصل على موعد قريب أو على سرير في قسم التنويم إلا إذا كان لديك واسطة أو يلزمك الإنتظار أكثر من ثلاثة أشهر .
إنها المستحيلات الثلاث التي لا بد من أن تتغلب عليها وزارة الصحة في القريب العاجل وأن تكف عن التبريرات التي أصبحنا نعرفها سلفاً ، وأن تضع خطة صحية تأخذ في الحسبان النمو السكاني المتزايد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق