بناء الإنسان
عند النظر في أبرز عوامل نهوض وتلاشي الحضارات فنجد أن العنصر الفعال فيها هو الإنسان ، فالحضارات التي اهتمت ببناء الإنسان وتهيئته بكافة العلوم والمعارف عاشت فترات طويلة وعندما أهملت هذا الجانب بدأت بالرحيل والتلاشي وأصبحت قصصاً تحكى .
ومما يحكى بأن الصينيون قاموا ببناء مشروع دفاعي متكامل وهو سور الصين العظيم فهو يتكون من الحيطان الدفاعية وأبراج المراقبة والممرات الإستيراتيجية وثكنات الجنود والكثير من المنشآت الدفاعية ، لكن خلال المائة سنة الأولى من بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات وفي كل مرة لم يصمد هذا السور حيث كانوا يدفعون للحارس رشوة ويخترقون السور العظيم ، لقد انشغل الصينيون ببناء السور وتكبير تلك الحيطان ونسوا بناء الإنسان .
فبناء الإنسان فكرياً وتربوياً واجتماعياً واخلاقياً ونفسياً هو المقام الأول والثاني لأي دولة ترغب بأن تتحول للعالم الأول وتواكب التطور العالمي في شتى المجالات ، وكما قيل العقول العظيمة لها هدف ولكن للعقول الأخرى أمنيات فقط ، لذلك فليكن بناء الإنسان هدف وليس أمنيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق